موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
ما سبب مجيء كلمة الطاغوت في الآية بصيغة المفرد :
استفتاء:

 قال تعالى : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مّـِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مّـِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) .

والسؤال : ما سبب مجيء كلمة الطاغوت في الآية بصيغة المفرد ، والكلمة التي قبلها ( أَوْلِيَاؤُهُمُ ) ، والكلمة التي بعدها ( يُخْرِجُونَهُم ) بصيغة الجمع ؟
هل هذا دليل على أنّ كلمة الطاغوت لا  يمكن جمعها في اللغة على صيغة ( طواغيت ) ؟ 
 
جواب:

 بإسمه جلت اسمائه 

في الآية الكريمة موردان لهذا السؤال : أحدهما إنّه كيف أتى بالنور مفرداً وبالظلمات جمعاً في قوله تعالى : ( يُخْرِجُهُم مّـِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) ، وثانيهما ما جاء في السؤال .

أمّا الأوّل : فيجاب بأنّه إشارة إلى أنّ الحقّ واحد لا  اختلاف فيه ، كما أنّ الباطل متشتّت مختلف لا  وحدة فيه ، قال تعالى : ( وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ) .
 
وأمّا الثاني : فالطاغوت يُراد به الجنس ، أي جنس الطاغوت ، وعدولُ القرآن الكريم ـ في الآية المباركة ـ من استخدام صيغة الجمع إلى اللفظ المعبّر عن الجنس ، إنّما هو لأجل استغراق جميع أنواع الطاغوت وأفراده .