موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَن رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) ، ما تفسير :
استفتاء:

 في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَن رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) ، ما تفسير ( وَهَمَّ بِهَا ) ، هل المقصود همّ بالخطيئة ؟ أم همّ بقتلها ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه 

للمفسّرين في تفسير الآية الكريمة تسعة أقوال ، أوجهها : أنّ الهمّ في ظاهر الآية قد تعّلق بما لا  يصحّ تعلّق العزم به في الحقيقة لأنّه قال : ( هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) فعلّق الهمّ بهما ، وذاتاهما لا  يجوز أن يُرادا إذ لا  معنى للهمّ بالذات والعزم عليها ، وعليه فإذا حملنا الهمّ في الآية على العزم ، فلا بدّ من تقدير أمر محذوف يتعلّق العزم به ، وحينئذ يمكن أن نعلّق عزمها على الفاحشة ـ كما هو مقتضى الظاهر السياقي ـ ونعلّق عزمه (عليه السلام) على غير القبيح ، كضربها ودفعها عن نفسه ، فيكون معنى الآية : ( ولقد همّت بالفاحشة معه ، وهمَّ بضربها ودفعها عن نفسه ) ويمكن الاستئناس لهذا المعنى من خلال الاستعمالات العربيّة ، حيث يقال : هممتُ بفلان ، أي بضربه ،وعليه فيكون معنى رؤية البرهان : أنّ الله تعالى أعلمه أنّه إن أقدم على ما همَّ به من ضربها ، أهلكه أهلها وقتلوه ، وهذا محذور أوّل ، أو ادّعت عليه المراودة على القبيح ولما امتنعت ضربها ، فيكون عرضة للاتّهام بسوء السلوك ، وهذا محذور ثاني  وبذلك يتّضح ذيل الآية الشريفة ، وهو : ) كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ( ، فإنّ الله تعالى بإرائته البرهان المذكور ليوسف (عليه السلام) يكون قد دفع عنه كلا المحذورين .