موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
فما معنى ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح ) ، ولماذا قال تبارك وتعالى ( فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ؟
استفتاء:

قال تعالى : ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِن أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ، فما معنى ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح ) ، ولماذا قال تبارك وتعالى : ( فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه 

التعبير عن ابن النبيّ نوح (عليه السلام) بأنّه ) عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح ( إمّا هو من باب الحذف ، أي ذو عمل غير صالح ، وإمّا هو بدعوى اتّحاد الفعل مع الفاعل من باب المبالغة ، فكما يقال مثلا : فلانٌ السخاء ، لأنّه لكثرة سخائه كأنّه صار والسخاء شيئاً واحداً ، كذلك يقال : فلان عمل غير صالح وأمّا الوجهُ في قوله تعالى : ( فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ، فهو أنّ النبيّ نوح (عليه السلام)قد سأل النجاة لابنه ; لتصوّره بأنّه وإن كان عاصياً إلاّ أنّه لم يصل إلى درجة الكفر الموجبة للغرق ، ولذلك طلبَ النجاة له ، ولكنّ الله تعالى قد أطلعه على كفره ، وأنّه من المغرقين كغيره من الكافرين ، ولذلك خاطبه بالخطاب المذكور ( فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ).