موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
هل يوجد في القرآن والسنّة كلمات وحروف زائدة؟
استفتاء:

هل يوجد في القرآن والسنّة كلمات وحروف زائدة؟

جواب:

باسمه جلت اسمائه
ما قيلَ عنه في كلمات أهل اللغة: بأنّه من الحروف أو الكلمات الزائدة ، ليس على نسق واحد، بل هو على ثلاثة أنحاء:
النحو الأوّل: ما يكون زائداً في الإعراب، بمعنى أنّه يقع في محلّ يكون مقحماً فيه بين العامل والمعمول، وإن لم يكن زائداً في المعنى؛ لتوقّف المعنى عليه، من قبيل قولهم: «جئتُ بلا زاد ولا  راحلة»، أو قولهم: «عوقبت بلا ذنب».
النحو الثاني: ما يكون زائداً في المعنى، بمعنى أنّ أصل المعنى غير متوقّف عليه، ولكنّه يكون عاملا من عوامل الإعراب، فيؤثّر أثره في الجملة والكلمات، وذلك من قبيل «من» و «الباء» الجارتين إذا وقعتا في حيز النفي والاستفهام.
النحو الثالث: ما لا يندرج ضمن أحد النحوين المذكورين، وذلك من قبيل زيادة «كان» المتوسّطة بين فعل التعجّب وأداته، مثل قولهم: «ما كان أحسن هذا الخطيب».
إذا اتّضحت هذه الأنحاء الثلاثة، فمن الواضح أنّ النحو الأوّل ليس بزائد في الحقيقة، لتوقّف أصل المعنى المقصود عليه، كما أنّ النحوين الآخرين وإن كانا زائدين بحسب المعنى، إلاّ أنّهما غير زائدين بلحاظ الخصوصيّات التي يلحظها المتكلّمون زائدة على أصل المراد ، كالتأكيد مثلا.
وعليه: فما عبّر عنه الاُدباء بالزائد هو في الحقيقة ليس بزائد، ولكنّهم توهّموا ذلك باعتبار توجّههم لحيثيّة معيّنة وإغفالهم للحيثيّات الاُخرى.