موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
هل نحن الشيعة في هذا الزمان ليس لدينا أي تكليف سوى انتظار الفرج :
استفتاء:

 هل خلق الله الإنسان لأجل العبادة فقط ؟ وبتوضيح أكثر : نحن الآن نعيش في دوّامة الصلاة والصيام وعاشوراء والعمل ، فهل نحن مخلوقون لأجل هذا فقط ؟ وهل نحن الشيعة في هذا الزمان ليس لدينا أي تكليف سوى انتظار الفرج ؟

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه 

 كون الغاية من خلق الإنسان هي العبادة ، هو صريح قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) ، وكفى بالعبادة غرضاً ; إذ أنّها مرقاة تكامل النوع الإنساني ، ولذا فإنّ الله تعالى قد وصف بها أنبياءه ورسله (عليهم السلام)في مقام مدحهم وتعظيمهم ، فقال مادحاً نبيّه يوسف (عليه السلام) : ( إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا الْمُـخْلَصِينَ )

وقال مادحاً نوحاً النبيّ (عليه السلام) : ( إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) .
وقال أيضاً مادحاً موسى وهارون (عليهما السلام) :( إِنَّهُمَا مِن عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ) .
كما قال : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ ) .
وقال أيضاً : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) .
وقال كذلك : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاْقْصَى  ) .
ومثل هذه الآيات كثير جدّاً ، وكلّها ذات إشعار واضح على أنّ مقام العبوديّة من أرقى المقامات التي عظّم الله أنبياءه (عليهم السلام) من خلال وصفهم بها . والعبادة تعني الخضوع والتذلّل والتسليم لجميع أوامر الله تعالى ونواهيه ، المرتبطة بمختلف شؤون حياة الإنسان الفرديّة والاُسريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة ونحوها وبتجسيدها يتجسّد المصداق الكامل لانتظار الفرج ، فإنّ انتظار الفرج ليس يتحقّق بالتخلّي عن الوظائف الدينيّة ، وإنّما بالعمل على طبقها في جميع مجالات الحياة وشؤونها المختلفة .