موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
فهل في هذه الأبيات ذمّ لعقيل بن أبي طالب :
استفتاء:

روي الواقدي : « لمّا دخل المسلمون مدينة البهنسا بمصر بعد حصار طويل ، دخل مسلم بن عقيل في جملة الهاشميّين وهو يقول :


   ضناني الحرب والسهر الطويل***وأقلقني التسهّد والعويل
         فوا ثارات جعفر مع عليّ ***وما أبدى جوابك يا عقيل
         سأقتل بالمهنّد كلّ كلب***عسى في الحرب أن يشفى الغليل

فهل في هذه الأبيات ذمّ لعقيل بن أبي طالب ؟
جواب:

بإسمه جلت اسمائه 

 قوله (عليه السلام) : « وما أبدى جوابك يا عقيل » ـ على فرض صدوره عنه ـ لعلّه إشارة منه لجواب والده عقيل (رضي الله عنه)لمعاوية ، عندما طلب منه أربعمائة درهم ، فسأله معاوية : وما تصنع بها ؟

فقال : أشتري بها جارية .
 
فقال له معاوية : وما تصنع بجارية بأربعمائة درهم ، وتكفيك جارية بأقلّ من ذلك ؟
 
فأجابه عقيل : لتلد لي غلاماً إذا أعطيته يضرب رأسك بالسيف ، فهو في هذا العجز من البيت يشير إلى ذلك ، وأنّ الله تعالى قد حقّق لعقيل مأموله . ولكن بما أنّ قضايا ورود عقيل بن أبي طالب على معاوية من القضايا المشكوكة تاريخيّاً  لذلك فالتوجيه المذكور لا يخلو عن حزازة ، والصحيح أنّه (عليه السلام)أراد بما قال مخاطبة والده عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه) وطمأنته بأنّه ماض في سبيل الأخذ بثأرات عميه جعفر بن أبي طالب ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) .