موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
فلماذا الامام الحسن لم يرفع السيف وقتها أو يقوم بحركة مّا ضدّ معاوية ذلك الرجل :
استفتاء:

لا خلاف في عصمة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، ومن بينهم الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ، وأنّ صلحه وهدنته ومعاهدته مع معاوية ( لعنه الله ) كان لمصلحة الاُمّة ، وبه كشف حقيقة ذلك الشخص وغير ذلك ، ولكن هناك نقطة لم أفهمها ، وهي أنّه إذا لم يلتزم أحد الأطراف بشروط المعاهدة فيمكن للآخر فضّها ، وهو الذي حدث حيث أنّ معاوية لم يلتزم بجميع شروط الصلح وخرقها منذ بداية المصالحة ، فلماذا لم يحاربه الإمام الحسن (عليه السلام) حينها ، أو يقوم بحركة مّا ضدّ ذلك الرجل ، وماذا كان موقفه (عليه السلام) من تلك الخروقات ؟ وماذا كان موقف الإمام الحسين (عليه السلام) أثناء البيعة ، حيث أنّ البعض يروّج أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعارض أخاه الإمام الحسن (عليه السلام) ؟

وهل كان الإمام الحسين (عليه السلام) من بين الموقّعين على وثيقة الصلح ؟

والإمام الحسين (عليه السلام)مضى عليه منذ استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام)إلى وفاة معاوية عشر سنوات ، وكان شروط الصلح طوال تلك السنين تخرق ، فلماذا لم يرفع السيف وقتها أو يقوم بحركة مّا ضدّ ذلك الرجل ؟ 

جواب:

 بإسمه جلت اسمائه

 صلح الإمام الحسن (عليه السلام)كان من جهة عدم تمكّنه من الحرب والجهاد ، بسبب خذلان الآخرين له ، ورغبتهم في عدم الحرب ، كما تؤكّد ذلك الوثائق التأريخيّة ، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) موافقاً له ; ولذلك لم يحارب معاوية في السنوات العشر بعد أخيه ، لنفس العلّة التي منعت أخاه الإمام الحسن (عليه السلام)من المواجهة ، وليس من جهة الالتزام بالصلح وشروطه ، ولكنّه بعد تصدّي يزيد للخلافة وارتفاع العلّة المانعة ، وتوفّر شروط القيام ، بادرَ فوراً للخروج .