موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
ما هي النصوص المعتبرة عندكم حول موضوع كسر ضلع الزهراء ( روحي فداها ) :
استفتاء:

 ما هي النصوص المعتبرة عندكم حول موضوع كسر ضلع الزهراء ( روحي فداها ) ؟

 
جواب:

 بإسمه جلت اسمائه

 لا أظنّ بمن تتبّع كلمات القوم والروايات أن يشكّ في ذلك ; نظراً لكثرة الروايات واستفاضتها من طريق الفريقين ، بالمستوى الذي يتولّد عنه تواتر إجماليٌّ للمسألة . ومع ذلك لا بأس بذكر بعض ما ورد في المقام :

1 ـ  روى محمّد بن يعقوب الكليني بسند صحيح ، عن الإمام الكاظم (عليه السلام)في باب مولد الزهراء ، الحديث الثاني أنّه قال : « إِنَّ فاطِمَةَ صِدِّيقَةٌ شَهيدَةٌ » . والعلاّمة المجلسي بعد توصيفه الخبر بأنّه صحيح في مرآة العقول في شرح اُصول الكافي يقول : « إنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ فاطمة ( صلوات الله عليها ) كانت شهيدة ، وهو من المتواترات ، وكان سبب ذلك أنّهم لما غصبوا . . . فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة(عليها السلام)فكسر جنبها ، وأسقطت لذلك جنيناً كان سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)محسناً ، فمرضت لذلك وتوفّيت » ثمّ يقوم المجلسي بذكر روايات من علماء السنّة والشيعة تأييداً لما أفاده في شرحه للحديث ،منها ما عن سُليم بن قيس الهلالي في حديث طويل ، وفيه : « فضربها قنفذ ودفعها ، فكسر ضلعاً من جنبها ، وألقت جنيناً من بطنها » .
 
2 ـ  ومنها : ما نقله الشيخ الجليل الصدوق المتوفّي سنة 381هـ في أماليه ، وفيه رواية مفصّلة عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)إلى أن يقول : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وَإِنّي لمّا رَأَيْتُها ذَكَرْتُ ما يُصْنَعُ بِها بَعْدي ، كَأَنّي بِها وَقَدْ دَخَلَ الذُّلُّ بَيْتَها ، وَانْتُهِكَتْ حُرْمَتُها ، وَغُصِبَ حَقُّها ، وَمُنِعَتْ إِرْثَها ، وَكُسِرَ جَنْبُها ، وَأسْقَطَتْ جَنينَها ، وَهي تُنادي : وامُحَمَّداهُ ، فَلاَ تُجابُ ، وَتَسْتَغيثُ فَلاَ تُغاثُ » .
 
3 ـ  ومنها : الزيارة التي رواها السيّد ابن طاووس في كتاب إقبال الأعمال وفيها : « وَصَلِّ عَلَى الْبَتولِ الطّاهِرَةِ ، . . الْمَغْصُوبِ حَقُّها ، الْمَمْنوعِ إِرْثُها ، الْمَكْسورِ ضِلْعُها » . وأمّا الروايات الدالّة على إضرام النار بالباب وضغط فاطمة (عليها السلام) بين الباب والجدار وسقوط جنينها ـ الملازم ذلك لكسر الضلع ـ فكثيرة ، رواها الفريقان ، فلاحظ ما رواه شيخ الطائفة أبّو جعفر الطوسي في تلخيص الشافي حيث قال : « والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة أنّ عمر ضربها على بطنها حتّى أسقطت فسمّي السقط محسناً ، والرواية بذلك مشهورة عندهم ، وما أرادوا من إحراق البيت حين التجأ إليها قوم وامتنعوا من بيعته ، وليس لأحد أن ينكر الرواية بذلك ، لأنّا قد بيّنّا الرواية الواردة من جهة العامّة من طريق البلاذري وغيره ، ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك » ويكتب المسعودي مؤلف مروج الذهب في كتابه إثبات الوصيّة : « فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كُرهاً ، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً » ، إلى غير ذلك ممّا أفاده العلماء .