موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
لملازمة بين عدم وجود الولد لله تعالى وبين كون وجود النبيّ (ص) هو أوّل الوجودات :
استفتاء:

استدل بعض الأفاضل على أوّليّة خلق النبيّ الأعظم الأكرم (صلّى الله عليه وآله الأطهار) بقوله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ» بتقريب: أنّ هذه الآية تدلّ على أنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) أوّل الكلّ وجوداً، وإن كان خاتم الرسل زماناً، وأنا لقلّة علمي لم أستطع فهم مراده الشريف واستدلاله اللطيف، فالتجأت إليكم لتبيّنوا استدلاله بنحو من التفصيل ؟

جواب:

باسمه جلت اسمائه

جاء في الخبر عن الإمام الباقر (عليه السلام): «فنحن أوّل خلق الله ، وأوّل خلق عبد الله وسبّحه، ونحن سبب خلق الخلق، وسبب تسبيحهم و عبادتهم، فبنا عرف الله، وبنا وٌحّد الله، وبنا عبد الله، ثمّ تلا (عليه السلام) قوله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ»، فرسول الله أوّل من عبد الله تعالى، وأوّل من أنكر أن يكون له ولد أو شريك».
ويمكن تقريب الملازمة بين عدم وجود الولد لله تعالى وبين كون وجود النبيّ (صلى الله عليه وآله)هو أوّل الوجودات، بأن يقال: إنّ الولد لو كان ـ وهو محال لم يكن ـ لكان وجوده أزليّاً ، وبما أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : « إنّه لو كان لكنت أوّل عابد له » ـ أي مطيع، كما في رواية إسحاق بن عمّار ـ فهذا يعني أنّه (صلى الله عليه وآله) أوّل الوجودات، وإلاّ لم يصدق عليه أنّه أوّل المطيعين.