موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
استفتاء:
ما العلّة من إرسال الأنبياء ؟ وهل إرسال الأنبياء واجبٌ على الله ( عزّ وجلّ ) أم غير واجب ؟ وما السبب ؟
جواب:
بإسمه جلت أسمائه
المراد من وجوب إرسال الرسل حكم العقل من باب قاعدة اللطف ، وحكمه بقبح العقاب من غير بيان ، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم مراراً ، ومنها قوله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) .
وفي الروايات ما يبين قاعدة اللطف ، ففي الخبر الموثّق عن الإمام الصادق (عليه السلام)في جواب الزنديق الذي سأله : من أين أثبتَّ الأنبياء والرسل ؟
فقال : « إِنّا لَمّا أَثْبَتْنا أَنَّ لَنا خالِقاً صانِعاً مُتَعالياً عَنّا وَعَنْ جَميعِ ما خَلَقَ ، وَكانَ ذلِكَ الصّانِعُ حَكيماً مُتَعالِياً ، لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشاهِدَهُ خَلْقُهُ ، وَلاَ يُلاَمِسُوهُ ، فَيُباشِرَهُمْ وَيُباشِرُوهُ ، وَيُحاجَّهُمْ وَيُحاجُّوهُ ، ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَراءً في خَلْقِهِ ، يُعَبِّرونَ عَنْهُ إِلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ ، وَيَدُلّونَهُمْ عَلى مَصالِحِهِمْ وَمَنافِعِهِمْ ، وَما بِهِ بَقاؤُهُمْ ، وَفي تَرْكِهِ فَناؤُهُمْ ، فَثَبَتَ الاْمِرونَ وَالنّاهونَ عَنِ الْحَكيمِ الْعَليمِ في خَلْقِهِ ، وَالْمُعَبِّرونَ عَنْهُ جَلَّ وَعَزَّ وَهُمُ الأَنْبياءُ (عليهم السلام)وَصَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، حُكَماءُ مُؤَدّينَ بِالْحِكْمَةِ ، مَبْعوثينَ بِها ، غَيْرُ مُشارِكينَ للنّاسِ عَلى مُشارَكَتِهِمْ لَهُمْ في الْخَلْقِ ، وَالتَّركيبِ في شَيْء مِنْ أَحْوالِهِمْ ، مُؤَيَّدينَ مِنْ عِنْدِ الْحَكيمِ الْعَليمِ بِالْحِكْمَةِ ، ثُمَّ ثَبَتَ ذلِكَ في كُلِّ دَهْر وَزَمان مِمّا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَالاَْنْبِياءُ مِنَ الدَّلائِلِ وَالْبَراهينِ لِكَيْلا تَخْلُو أَرْضُ اللهِ مِنْ حُجَّة يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ يَدُلُّ عَلى صِدْقِ مَقالَتِهِ ، وَجَوازِ عَدالَتِهِ ».