موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
في ماذا تجلّت وتتجلّى المشيئةُ الإلـهيّة التي بها خلقَ الله الأشياء :
استفتاء:

في ماذا تجلّت وتتجلّى المشيئةُ الإلـهيّة التي بها خلقَ الله الأشياء ؟ ومَن هُمْ محال مشيئته تعالى ؟

وهل المشيئة الاُولى التي خلق الله بها الأشياء وأظهر بها سائر الموجودات مخلوقة كسائر المخلوقات أيضاً ، بمعنى أنّ المشيئة أيضاً ظهرت بالمشيئة ؟ فإذا كانت المشيئة من جملة المخلوقات فإنّها تحتاج إلى مشيئة اُخرى لتخلقها ، و هكذا يتحقّق التسلسل الباطل هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى فكيف يمكن تفسير خلقة الشيء بنفسه ، فندخل في الدور الباطل أيضاً . هذا مع الالتفات إلى قول الإمام الرضا (عليه السلام) : « الْمَشِيَّةُ وَالاِْرادَةُ مِنْ صِفاتِ الاَْفْعالِ ، فَمَنْ زَعِمَ أَنَّ اللهَ تَعالى لَمْ يَزَلْ مُريداً شائِياً فَلَيْسَ بِمُوَحِّد » .

جواب:

 بإسمه جلت أسمائه

 المشيئة هي الإرادة ، وإرادة الله تعالى على قسمين : التكوينيّة والتشريعيّة ، والمراد بالاُولى فعله تعالى وإحداثه وخلقه ،وفي الصحيح عن أبي الحسن (عليه السلام) عن الإرادة من الله ومن الخلق ؟

فقال : الاْرادَةُ مِنَ الْخَلْقِ الضَّميرُ ، وَما يَبْدو لَهُمْ بَعْدَ ذلِكَ مِنَ الْفِعْلِ ، وَأَمّا مِنَ اللهِ تَعالى فَإِرادَتُهُ إِحْداثُهُ لاَ غَيْر ذلِكَ إلى أن يقول : فَإِرادَةُ اللهِ الْفِعْلُ لاَ غَيْر ذلِكَ ، يَقولُ لَهُ : كُنْ فَيَكونُ بِلاَ لَفْظ ، وَلاَ نُطْق بِلِسان ، وَلاَ هِمَّة ، وَلاَ تَفَكُّر.
فاتّضح أنّ إرادة الله تعالى من صفات الفعل لا من الصفات الذاتيّة ، كما نطقت به النصوص ، وبالتالي فمشيئة الله تعالى لا تحتاج إلى مشيئة اُخرى ، وعليه فلا يلزم دور ولا تسلسل ، وبالبيان الذي ذكرناه ظهر أنّ الحديث المذكور لا إشكال فيه أصلا .