موقع سماحة آیة الله العظمی السید محمد صادق الحسینی الروحانی (قدس سره)
ردّکم على من يقول أن اختلاف المراجع في الفتيا أمر لايرتضيه الله :
استفتاء:

 هناك من يقول أن اختلاف المراجع العظام في الفتيا أمر لايرتضيه الله تعالى و لا رسوله و أهل بيته عليهم السلام، لأنه عبارة عن اختلاف في أحكام الدين الحنيف، و قد استند في ذلك على خطبة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في ذمه لاختلاف العلماء حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام : تَرِدُ عَلَى أحَدِهِمُ القَضِيَّةُ في حُكْم مِنَ الاْحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ القَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيها بِخِلافِ قَوْلِهِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ القُضَاةُ بِذلِكَ عِنْدَ إمامِهِم الَّذِي اسْتَقْضَاهُم، فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً، و َإِلهُهُمْ وَاحِدٌ! وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ! وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ! فما هو ردكم عليه ؟

 
جواب:

 بإسمه جلت أسمائه 

ما نهى عنه أميرالمؤمنين عليه السلام هو الحكم في القضية بالرأي والقياس و ما شابه. وما هو حسن هو إستنباط الأحكام من الكتاب و السنة ـ وبينهما بون بعيد وحيث إن إستنباط الحكم من الكتاب والسنة تتوقف على تعلم العلوم وقهراً يختلف ذلك باختلاف المعلومات والاستعدادات فيظهر الاختلاف في الفتيا ـ كما هو الشأن في العلوم النظرية وليس هو اختلافاً في احكام الدين .