فارسی
تحديث: ٨ شوال ١٤٤٥
  • اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
code: 18348-1052     

بيانُ بمناسبةِ ذِكرى ولادةِ وليِّ اللهِ الأعظم ، الحجةِ بن الحسنِ المهدي ( أرواحُ مَن سواه فداه )

وإني لأغتنمُ هذهِ المناسبةَ العَطِرَةَ لأوصيَ إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي مِن أهلِ الإيمانِ بعدّةِ وصايَا مهمة...

بسمِ الله الرحمن الرحيم

قال اللهُ العظيمُ في مُحكمِ كتابهِ الكريم: ﴿وأشرَقت الأرضُ بنورِ ربها وَوُضِعَ الكِتابُ وجِيءَ بالنبيينَ والشُّهدَاءِ وقُضيَ بينهم بالحقِ﴾ سورة الزمر ، الآية: 69

 

بمناسبةِ إشراقةِ نورِ وَليِّ اللهِ الأعظم ، مَولَى العَصْرِ وسُلطانِ الزَمَانِ ، الحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ المهدّي ( فدتهُ نفوسُ الكائنات ) ، أزفُّ أحرَّ تهنئاتي وأجملَ تبريكاتِي لجميعِ إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي مِن شيعةِ أميرِ المؤمنينَ ( عليه التحيةُ والثناء ) في كُلِّ العالم ، وأسألُ مِن اللهِ ( تعالى مَجْدُهُ ) أنْ يُعيدَ هذهِ المناسبةَ عليهم جميعاً ، وهُمْ جميعاً يرفلونَ في أثوابِ السعادةِ والهناءِ ، وقد اكتحلتْ عيونُهُم بالطَلْعَةِ البَهيةِ لِِجمالِ غُرّةِ مَظْهرِ جمالِ اللهِ وجلالهِ ، خَاتِمِ الأوصياءِ والحُجَجِ ، المهدّيِ المُنتظرِ ( عجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ الشَرِيفَ ) .

وإني لأغتنمُ هذهِ المناسبةَ العَطِرَةَ لأوصيَ إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي مِن أهلِ الإيمانِ بعدّةِ وصايَا مهمة :

 

1 / الوصية الأولى : إنَّ المرحلةَ الزمنيةَ التي نعيشُهَا تَكادُ أنْ تكونَ مِن أخطرِ المراحلِ التي تمرُّ بها العقيدةُ المهدوية ، فهيَ مِن ناحيةٍ تتعرضُ إلى أشرسِ حملاتِ التشكيكِ والتهكمِ مِن قِبلِ بعضِ النواصبِ وأتباعِهم ، عنْ طريقِ بعضِ القنواتِ الفضائيةِ السلفيةِ المعروفةِ ، ومِن ناحيةٍ أخرى تتعرضُ إلى أكثفِ حملاتِ الإدعاءِ والانتحالِ مِن قبل بعضِ المرتزقةِ والمنحرفينَ عن جادةِ الحقِ والهدِاية .

والذي يجدرُ الالتفاتُ إليهِ جيداً : أنَّ الهدفَ لهؤلاءِ وأولئكَ واحدٌ ، وهو تمييعُ العقيدةِ المهدويةِ الحَقّة ؛ إذ أنَّ أيَّ قضيةٍ من القضايا المُهمةِ إذا صارت عرضةً للتشكيكِ والتَهكُمِ مِن ناحية ، وشرعةً لكلِّ منتحلٍ كاذبٍ مِن ناحيةٍ أخرى ، سيؤولُ أمرُهَا إلى الوَهْنِ والضَعْفِ في نُفُوسِ الكثيرينَ ، ولا سبيلَ لمجابهةِ ذلك إلا بالتَسَلُحِ بسلاحِ المَعرفةِ والعَقيدةِ المبنيةِ على البرهانِ والدَليلِ ، وَرَصدِ مَا يُسمعُ ويُقرأُ بعينِ البَصيرةِ .

 

2 / الوصية الثانية : إنَّ الإمامَ المهديَ ( عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ الشريف ) – كما هوَ مفادُ الكثيرِ من النصوصِ والأحاديثِ – هو واسطةُ الفيضِ الإلهي على الإطلاق ؛ إذ هوَ " مَن بيُمْنِهِ رُزِقَ الوَرَى ، وبوجُودهِ ثبتت الأرضُ والسماء " ، وإذا كانَ كذلكَ فهوَ إذن وليُّ نعمتنَا ، الذي لا ننعمُ بشيءٍ مِن النِّعمِ إلا بواسطةِ وجودهِ المُباركِ .

وهذا ما يفرضُ علينا – بحُكمِ العقلِ الفِطرِي – أنْ نكونَ لهُ مِن الشَاكرين ، ولا سبيلَ لِشُكْرِهِ إلا بأداءِ حقوقهِ ، وأقلُّ حقوقهِ علينا : أنْ يكونَ القضيةَ الأولى التي يجبُ أن تكونَ محلّ اهتمامِنَا مِن خلالِ الدُّعَاءِ المُكثف والصَدَقاتِ اليوميةِ ومَا ماثلَ ذلك .

 

3/ الوصية الثالثة : إنَّ المساهمةَ في إحياءِ هذهِ المناسبةِ السعيدةِ – بكلِّ أنحاءِ الإحياء والتعظيم – وظيفةٌ في عُنُقِ كلِّ مؤمن ، فإنهُ في الوقتِ الذي يتصدى فيهِ المخالفونَ والماديونَ للتشكيكِ في ولادةِ أملِ الأنبياء ( عليهِ وعليهم آلافُ التحيةِ والثناء ) وعُمُرهِ الإعجازي ، يجبُ على كافةِ أهلِ الإيمانِ أنْ يُرَسِّخوا عقيدةَ المهدويةِ في نفوسِ أبنائهم وبناتهم ؛ ليردوا كيدَ أهلِ الضلالِ إلى نُحورِهم .

ومِن هذا المُنطلقِ فإنني أدعو كافةَ أبنائي وبناتي إلى تفريغِ نفوسهم في هَذِهِ المُناسبةِ الكبرى عن كلِّ الشواغل ، وصَرْفِ الوقتِ والجُهد والمالِ – وكلِّ ما في الوسعِ والطاقَةِ – مِن أجلِ إحياءِ هذهِ المناسبة إحياءً عالمياً ، والاحتفالِ بها احتفالاً يليقُ بشأنِ صاحبها ( أرواحنا فداءُ ترابِ رجليهِ الطاهرتين ) ؛ ليعمَّ الفرحُ المهدويُ كلَّ أنحاءِ العالم ، وتبقى العقيدةُ المهدويةُ جذوةً مشتعلةً تُضيءُ دروبَ المؤمنينَ ، وتُحرِقُ قلوبَ النواصبِ والمُشكِكين .

 

4 / الوصية الرابعة : اقتراناً مع الأحداثِ الأخيرة التي شَهِدتها مناطقُ الظهورِ المهدوي في العالمِ الإسلامي – كَمِصْرِ واليَمَنِ وسُوريا – فإنَّ أعناقَ المؤمنين قد اشرأبّت مُتطلّعةً بكلِّ شوقٍ ولهفةٍ إلى جمالِ مهديِّ الزهراء ( عليهما السلام ) ، وهذا ما منحَ بعضَ المتربصينَ الفرصةَ لتقمّصِ بعضِ الأسماءِ اللامعةِ في مرحلة الظهور كاسمِ ( اليماني ) ، ومحاولةِ إيهامِ المؤمنينَ أنَّ الظهورَ قد حانَ وقتُهُ ، فالحذرَ الحذرَ مِن هؤلاءِ الأدعياء ، ولا تلتفوا – إنْ ضاقتْ عليكم السُبُل – إلا إلى العلاماتِ الحتميةِ التي لا سبيلَ لتحريفها وانتحالها ، كالصيحةِ في السماء ، حين يصيحُ جبرئيلُ صيحةً يسمعُها كلُّ أهلِ لسانٍ بلسانهم : " ألا وإنَّ الحقَ معَ عليٍ وشيعتهِ " .

 

وفي الختامِ : أسألُ من اللهِ تعالى أنْ يُعجِّلَ فرجَ قائمِ آلِ محمدٍ ، وأنْ يهبَ لنَا رأفتَهُ ورحمتَه ، ودعاءَهُ وخيرَهُ ، ويجعلنا لهُ من السامعينَ الطائعينَ ، وإلى رِضاهُ من الساعين ، وصلى اللهُ على محمدٍ وآلهِ الطاهرين ، واللعنةُ الدائمةُ على أعدائهم أجمعين .

 

محمد صادق الحسيني الروحاني
15 شعبان المعظم 1432 ه ق.

مواضيع ذات صلة بيان في ذكرى ولادة المهدي المنتظر(عج)