استفتاء:
هل من الصحيح القول بأنّ أهمّ آليّة يستخدمها الإمام المهدي لتحرير العالم من الظلم والجهل هو سلاح الحرب والقتل الجماعي وإيجاد أنهر من الدماء ؟
أم أنّه يعتمد آليّة المبادئ العقليّة والمنطقيّة والوجدان الديني ، وينادي فطرة البشر ويحاورهم ، ويبعث لهم سفراء أينما كانوا ، ممّا يجعلهم ينجذبون إليه وإلى ما يدعو إليه من العدالة ، لكن الأقليّة من سكنة الأرض تتعرّض مصالحهم للخطر فيحاربونه ويجاهدهم ؟
وبصياغة اُخرى : هنالك عدّة روايات تصف حركة الإمام (عليه السلام) بأنّها قائمة على السيف ، نظير « يقتل القائم (عليه السلام) حتّى يبلغ السوق » و « من كثرة ما يقتل هناك من يقول : ليس من آل محمّد ، ولو كان من آل محمّد لرحم » و « من كثرة ما يقتل هناك من يقول : إنّه ليس من ولد فاطمة » و « يقطع رؤوس الناس كما يقطع القصاب رأس الذبيحة » و « يتّخذ سيرة غير سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) والأمير (عليه السلام) فلا يقبل التوبة » و « يقتل جميع الحيوانات المحرّم أكل لحمها » و « يبقر بطون الحوامل » ، فهل هذه الروايات صحيحة ؟
وكيف نوجهها ؟
جواب:
بإسمه جلت اسمائه
أكثر الأخبار التي تصف نهضة الإمام بأنّها نهضة دمويّة أخبار ضعيفة الأسناد ، ولعلّها قد وضعت بغرض تشويه نهضته المباركة ، وما صحّ منها يُحمل على جهاد اُولئك الذين يرفضون دعوته ، ويصرّون على حربه ومواجهته ، وإلاّ فإنّ منهجه هو التسامح والدعوة بالتي هي أحسن ، ولذلك ورد في العهد الذي يأخذه على أنصاره : « يبايعون على أن لا يقتلوا ، ولا يهتكوا حريماً محرماً ، ولا يسبوا مسلماً ، ولا يهجموا منزلا ، ولا يخرّبوا مسجداً ، ولا يقطعوا طريقاً ، ولا يخيفوا سبيلا ، ولا يقتلوا مستأمناً ، ولا يتّبعوا منهزماً ، ولا يسفكوا دماً ، ولا يجهزوا على جريح » .